سعد زغلول
سعد زغلول


الذكرى الـ100.. سعد زغلول وتشكيل أول وزارة شعبية في مصر

حاتم نعام

الأحد، 28 يناير 2024 - 04:34 م

ولد سعد زغلول عام 1860 فى قرية ابيانه التابعة  لمحافظة كفر الشيخ ، تعلم فى الكتاب القراءة والكتابة وحفظ القرآن ، والتحق بالجامع الدسوقى لكى يتم تجويد القرآن ، و فى عام 1873 وفد إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر لتأثره بجمال الدين الأفغانى الذى طبعه على حرية التفكير والبحث والتجريد والإصلاح ويرجع إليه الفضل فى تجويد لغته العربية ، فأحسن الخطابة والكتابة ، وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده فنشأت بينهما علاقة تفوق علاقة الابن بوالده فشب بين يديه كاتباً خطيباً ، أديبا سياسيا ، وطنيا ، وعمل فى جريدة «الوقائع المصرية» حيث كان ينقد أحكام المجالس الملغاة و يلخصها ويعقيب عليها ، ورأت وزارة البارودى ضرورة نقله إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية ، ثم تم نقله إلى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة ، وشارك سعد زغلول فى الثورة العرابية بكتابة المقالات التى حض فيها على التصدى لسلطة الخديو توفيق التى كانت منحازة إلى الإنجليز ، ونتيجة لذلك فقد وظيفته ، وقبض عليه عام 1883 بتهمة الاشتراك فى التنظيم الوطنى المعروف بـ «جمعية الانتقام» ، وعين وكيلاً للنيابة ، وترقى حتى صار رئيساً للنيابة ، ثم نائب قاض عام 1892، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1897، وكان من المدافعين عن كتاب « تحرير المرأة» لقاسم أمين ، إلى أن تم تعيينه فى عام 1906 ناظراً للمعارف ،  وفى عام 1907 كان من المساهمين فى وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية ، وأسهم أيضا فى تأسيس النادى الأهلى وتولى رئاسته فى 18 يوليو 1907، وخطرت له فكرة تشكيل الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزي، وضم الوفد عبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وآخرين

وفي مثل هذا اليوم 28 يناير عام 1924، شكّل سعد زغلول زعيم الأمة، أول وزارة شعبية، حتى 24 نوفمبر 1924.

اقرأ أيضاً|75 عامًا على رحيله.. الإخوان يغتالون النقراشي باشا بسبب حل الجماعة 

وتكونت الحكومة من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية سعد زغلول، وزير الخارجية واصف بطرس غالي، وزير الحقانية محمد نجيب الغرابلي، وزير المالية ومحمد توفيق نسيم، وزير الأشغال العمومية مرقص حنا، وزير الحربية والبحرية حسن حسين، وزير المعارف العمومية محمد سعيد، وزير الأوقاف أحمد ملحوظ، وزير الزراعة محمد فتح الله بركات، وزير المواصلات مصطفى النحاس.

وقبل تشكيل الوزارة الشعبية سافر سعد زغلول وبعض زملائه إلى باريس لعرض القضية المصرية على مؤتمر السلام، ومكثوا لمدة عام دون أن يتمكنوا من عرض آرائهم، وعرج سعد زغلول إلى لندن للمفاوضة مع ملنر وزير المستعمرات البريطاني، وعاد إلى مصر عام 1921 دون التوصل لاتفاق معه يضمن حقوق مصر كاملة، فملنر مع اعترافه باستقلال مصر يمنح إنجلترا امتيازات عديدة.

وحدث خلاف بين سعد زغلول وعدلي يكن على رئاسة الوفد الذي يقود المفاوضات، إلى أن انتهت محادثات (عدلي – كيرزون ) "وزير الخارجية البريطاني" بالفشل، ويدعو سعد زغلول الأمة للجهاد، فقررت السلطات البريطانية نفيه مع أعضاء الوفد إلى جزيرة سيشيل، ثم أفرج عنه.

وبعد عودته من المنفى، قام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية  ونجح فيها حزب الوفد باكتساح. تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924، حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية، حيث وجه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه:

أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة.
- تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب.
- تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية.
- أن تسحب القوات المصرية من السودان.
- أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.

حيث وجه المندوب السامي البريطاني أدموند اللنبي، إنذارا لحكومة سعد باشا زغلول يطلب فيه الاعتذار عن مقتل السير لي ستك، 
وجاء الحادث، عندما قام بعض الشباب بإلقاء قنبلة على موكب السير لي ستاك أثناء خروجه من مكتبه بوزارة الحربية قاصدًا بيته بالزمالك، سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام، كما أطلقوا سبع رصاصات فأصيب السردار بجرح خطير في بطنه، وكان سعد زغلول هو الذي يرأس الحكومة في ذلك الوقت.

ووجه اللورد اللنبي قوة عسكرية كبيرة وقصد مجلس الوزراء وتحدث بخشونة مع سعد زغلول وسلمه إنذارين كان معظم ما ورد فيهما متعلقًا بالشأن السوداني.

ووجه المندوب السامي البريطاني إنذارًا لحكومة سعد زغلول مطالبه بالاعتذار، عن مقتل السير لي ستاك، وسحب القوات المصرية من السودان، ودفع تعويض نصف مليون جنيه.

ووافق سعد باشا على كل هذه الشروط لكنه رفض فكرة سحب القوات المصرية من السودان، وقدم استقالة الحكومة.

كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر.

ووافق سعد زغلول على النقاط الثلاثة الأولى ورفض الرابعة، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته، وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة